الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة كتّاب وشعراء ومسرحيون وروائيون ومثقفون يردّون على تشويهات المزغني لبيت الرواية

نشر في  24 سبتمبر 2018  (11:33)

منذ تأسيسه بشكل رسمي، يتعرّض بيت الرّواية إلى حملات متتالية من التشويه والمغالطات التي تهدف إلى هرسلة مديره الروائي التونسي كمال الرياحي، وعلى الرغم من النجاح الذي تشهد به الأغلبية الساحقة من المثقفين بعد ملتقى تونس الأوّل للرواية العربية، وبعد تظاهرة روايات الصيف، وبعد سلسلة من اللقاءات الخاصّة مع روائيين تونسيين، وبعد تأثيث مكتبة البشير خريف بعدد محترم من الروايات التونسية والعربية والعالمية إضافة إلى الدراسات والكتب النقدية والفنية، وبعد الإعلان عن برنامج البيت للسنة الثقافية الجديدة، حيث ستكون ثمّة لقاءات خاصة مع معظم الروائيين التونسيين، وندوة دون كيشوت التي تأتي في اطار مبادرة قدمها بيت الرواية إلى جلّ الأقطاب الثقافية مسرحا وسينما وفنّا تشكيليا ورقصا، من أجل أن تكون ثمّة تظاهرة ضخمة في مدينة الثقافة تحت عنوان "دون كيشوت في المدينة: ضرورة الحلم"، وأيام الرواية البرتغالية مع الروائي العالمي ألفونسو كروش والجامعي والمترجم عبد الجليل العربي، إضافة إلى النسخة الثانية من ملتقى الرواية الموسوم بشعار قضايا البشرة في الرواية العربية، واطلاق النسخة الثانية من تظاهرة روايات الصيف تسبقها أخرى في الشتاء. وعلى غرار ذلك فتح فضاء راعي النجوم لاستقبال الروائيين والقصاصين من أجل اقامة حفلات توقيع لإصداراتهم الجديدة.

يبدو أنّ ذلك لم يرق للبعض من المنتسبين للقطاع الثقافي، الذين لم يتورّعوا تباعا في هرسلة مدير بيت الرواية بعد أن وصل الحدّ ببعضهم إلى ممارسة العنف اللفظي والمادي كالتي أقدم عليها محمّد المي أو تلك الحملات الإعلامية لكتّاب تجندوا في موقعه (وقائع) قصد تشويه بيت الرواية، هؤلاء الذين تحرّكهم الضغينة ضدّ كلّ المشاريع الناجحة أو هي قيد التأسيس وضدّ كلّ الطاقات الشبابية الجديدة التي تسعى بدورها إلى التأسيس والبناء رغم حيف السياقات والظروف التي يمرون بها، لم يعد بوسعهم إلا بذر الأحقاد في تربة النشاط الثقافي لبلادنا، وها هم الآن يطلقون اشاعاتهم وأكاذيبهم تجاه بيت الرواية لا لشيء إلا بغاية التخلّص من مديره كمال الرياحي كما وقع الأمر مع فقيد الشعر التونسي أولاد أحمد حين تمّت ازاحته من بيت الشعر.

هذه المرّة، تأتي الحملة المسعورة على لسان الشاعر منصف المزغني إذ اتهم بيت الرواية بفراغ برامجه ومعاداته الروائيين والكتاب والمبدعين، كما شنّ حملة شعواء على مكتبة البشير خريف مدعيا خلوّها من المدونة الروائية، وإضافة إلى ذلك اتهام البيت بعدم جماهيريته وانعدام حضور الزوّار إليه: إنّنا لا نعلم بهذا الشكل ما إذا كان ذلك العدد المهول من الشعراء والروائيين والنقاد الذي واكبوا كل الأنشطة والفعاليات التي قدمها بيت الرواية كما ذكرناها سلفا رجالات ثقافة في هذه البلاد أم هم نوع بشري آخر؟

وإننا لا نعلم بهذا الشكل - والحال أن عمر بيت الرواية ومكتبة البشير خريف لم يتجاوز 5 أشهر- ما إذا كانت تلك الكتب والدراسات والروايات المتوفرة حاليا هي كذلك فعليا أم هي مجرّد كتب للشعوذة والخرافات؟ وإننا لا نعلم بهذا الشكل ما إذا كانت أكثر من 50 مؤسسة اعلامية تونسية وعربية وعالمية واكبت أنشطة البيت صادقة فيما نقلته من أنشطة أم هي كاذبة؟

ربّ تحامل واضح نحن نكتشفه اليوم على بيت الرواية، حيث لم يتورّع المزغني إضافة إلى تلك التشويهات في اتهام كمال الرياحي بشتغيل المعطلين عن العمل: هل صار تشغيلهم جريمة؟ هل أدخل كمال الرياحي ارهابيين ومنحرفين ومتسولين إلى بيت الرواية؟ إذا كانوا كذلك في نظر البعض، فكيف نفسر نشرهم دراسات وروايات وكتب نقدية؟ أليس عظيما أن يتشبّث هؤلاء بالفكر النقدي والابداعي رغم حيف البطالة عليهم؟ ليس الأمر كذلك فعلا: إنّ جوهر الحقيقة بات واضحا جدّا، إذ لم يعد خافيا نيّة هؤلاء المنتمين إلى لوبيات سياسية وثقافية في تدمير بيت الرواية وإقصاء مديره صاحب فكرة تأسيسه، علما وأنّ كافّة فريق البيت لا ينتمي إلى أيّ طرف سياسي أو تكتّل ثقافي، على العكس إنّ همّهم الوحيد هو العمل على انجاح مشروع ثقافي هو بيت الرواية خارج كل التجاذبات والصراعات وباستقلالية تامّة لا حزب لها إلا التحرّر والإبداع من كافّة الأشكال السلطوية.

يمكن لفريق بيت الرواية ومديره الردّ على مثل التهم والتشويهات بسهولة تامّة، كما يمكنه كنس تلك الأصوات الناعقة التي تأتي من كل حدب وصوب، لكن الردّ المناسب في نظرهم هو العمل على انجاح برنامج هذه السنة بعد أن أشاد به المثقفون بمختلف اختصاصاتهم (علما وأنه منشور في معظم الوسائل الاعلامية/ لا نخفي أنشطتنا ولا تخجلنا بل نفتخر بها)، ولكن أن تتواصل هذه الحملات الكيدية هو ما لا يمكن الصمت عليه، ولأنّ الأمر بات جليّا وواضحا في نظر أحباء بيت الرواية وأصدقائه فقد كان الردّ من قبلهم، وبقدر ما نحيي غيرة هؤلاء على بيت الرواية ودفاعهم عنه كمشروع جادّ، يهمّنا في هذا الاطار سرد مواقفهم من تلك الادعاءات التي قدّمها منصف المزغني:

بعض من ردود الكتّاب والروائيين والمبدعين

كتبت هاجر بن دريس معترضة على المزغني بالقول: "اتهام فيه الكثير ما الخطأ ربما لأنك لم تطلع على أنشطة بيت الرواية. له برنامج ثري هذا الموسم وهو يقدم لقاءات مع كتاب تونسيين كل أسبوع"، وردّت فاطمة بن فضيلة كما يلي "بيت الرواية منذ تأسيسه يشتغل وقدم في هذا الوقت الوجيز لقاءات و تظاهرات لم تقدمها نوادي و بيوت عريقة وموغلة في القدم و شخصيا حضرت لقاء جادا حول تجربتي الكاتبين شادية القاسمي و محمد عيسى المؤدب"، أمّا آسيا الشارني فقد قدّمت شهادة قالت من خلالها: "بيت الرواية أسس لملتقى وكانت دورته الأولى، استضاف فيه العديد من الاسماء المحترمة في عالم الرواية على غرار ابراهيم الكوني، أمين الزاوي وغيرهم من الأسماء كما أنه سلط الضوء على العديد من التجارب، التونسية في عالم الرواية مثل محمد عيسى المؤدب، وشادية القاسمي وهند الزيادي كما أن بيت الرواية فيه مجلس للتشاور والتخطيط، للبرامج السنوية". 

شهادة أخرى قدمتها الروائية آمال مختار في ردّها على المزغني بعد أن كتبت ما يلي "بيت الرواية انطلق تقريبا في نهاية الموسم الماضي ومع ذلك قدما افتتاحا ضخما يليق ببيت الرواية وبعدها واصل النشاط رغم الظروف الصعبة"، وردّ المخرج المسرحي وليد الدغسني  مخاطبا المزغني: " ما أراه إن مشروع بيت الرواية يتطور يوما بعد يوم، والمجموعة التي تشتغل فيه نقاد وأدباء شباب غاية في الروعة. أدعوك لزيارة البيت وتقديم مقترحات دون التشكيك".

أمّا الناشر التونسي صاحب دار مسكلياني شوقي العنيزي فقد علّق كالآتي: "سي المنصف في تعليقك كثير من التجنّي، وهو تجنّ يفضي إلى الإحباط، لا سيّما أن فريق بيت الرواية لم يتوقّف عن العمل منذ افتتاح البيت، وكان أجدى أن نحفّز هذا الفريق الشابّ ونزوّده بالمقترحات، وأن يكون اختلافنا معه حول برامج ومشاريع، لا أن نجرّده من كل قطرة عرق بذلها"، في المقابل كتب الشاعر سفيان رجب معلّقا: "الحقّ يقال: بيت الرواية رغم صغر سنه، يقوم بمجهود كبير"، بينما كتبت الشاعرة سوسن العجمي في ردّها على المزغني قائلة "سي المنصف لا أدري ما الذي جعلك تكتب ما كتبت دون تثبت، لأن بيت الرواية قام بعدة أنشطة آخرها استضافة الكاتب حسن نصر، أرجو أن تراجع نفسك حتى تتلافى الصدام  في موضوع يبدو أنك غير ملم به".

وصرّحت نجيبة الهمامي كاتبة: "بيت الرواية تم افتتاحه في نهاية الموسم الثقافي بملتقى للرواية على درجة عالية من حسن التنظيم والإدارة وأيضا بضيوف روائيين قامات مشهودة وتلى ذلك جلسات تشاورية من أجل برامجه، ونحن الآن في بداية الموسم الثقافي وقد استأنفه وقدم برنامجه لهذا الموسم، إضافة للمكتبة الروائية التي نعدها نواة صلبة لتكوين مكتبة روائية مختصة ضخمة".

من جهتها كتبت استبرق العايدي محتجة بالقول " هكا احنا في تونس متعرفوش نقولوا أحسنت وشكرا، مانعرفوش نشجعوا الشباب، أزمة الأجيال متواصلة، وديما "الكبارات" يراو انهم اوصياء على الذوق العام"، أما الروائية شادية القاسمي فقد صرّحت بما يلي: "لنكن موضوعيين في أحكامنا و نبتعد عن الشخصنة، فريق البيت فريق جدي و يؤسس لحركة ابداعية، وأنا أومن بالعمل غير النمطي المتحرر من قيود الشكل الواحد ".

وردّ صالح بن عياد متحدثا عن بيت الرواية ليكتب الآتي: " أنا مطلع على أنشطته وعارف بالقائمين عليه ففي قلوبهم تلك الحرارة النادرة في الجسد الثقافي التونسي البارد. نحن مع النقد البناء لكن لا ينبغي أن نحبط هؤلاء الذين يبذلون جهدا جبارا"، وتساءلت الروائية آمنة الرميلي مستغربة من افتراءات المزغني لتكتب هذه الشذرة: "بيت الرواية هو الفضاء المضاء على الدوام بمدينة الثقافة في ما أرى، فمنذ افتتاحه ذاك الافتتاح العالمي الذي لم يحصل من قبل في تونس بادر الفريق المشرف على البيت إلى ضبط برنامج الموسم الموالي فحدّد موضوع الملتقى في نسخته الثانية ووقعت مراسلة الكتّاب والنقّاد أثناء العطلة ليقترحوا مداخلاتهم في موضوع مهمّ وطربف ودالّ هو "الأسْود" في الكتابة الروائية. يضاف إلى ذلك حلقات النقاش مع الكتّاب التي انطلقت مع انطلاق السنة الدراسية.. أعرفك عادلا وموضوعيا سي المنصف فلم هذا النّفي المطلق لجهد الشباب المبدع؟!!"، وتوجّه عماد شقشوق إلى المزغني ليكتب ما يلي: "أخانا المنصف المزغني إن اللوثة العصبية مستنا ما في ذلك شك . كان الأجدى أن تدعو الكتاب و الروائيين التونسيين والعرب إلى بعث كتبهم و رواياتهم لتأثيث مكتبة بيت الرواية".

وكتب عبد الواحد ابراهم مخاطبا المزغني: "أنت تسيء إلى نفسك أكثر من إساءتك إلى الآخرين، فبأيّ دافع تركت الاعتناء بالإنتاج والنصوص وذهبت تفحص النوايا وتتلصّص كاللّصوص.أنت خير من يعرف الفرق بين بيت الزجاج وبيت الحجر، فدع عنك اللّوم واعتن بالنّظم"، ومن جهته تكلم الروائي والشاعر منصف الوهايبي ليكتب مخاطبا المزغني: "غريب أن يصدر هذا عن المنصف المزغني، فهذا بيت للرواية ننتظر منه الكثير؛ وهو يعمل دون بهرج اعلامي ويقوم عليه كاتب جاد: كمال الرياحي".

أما الفيلسوف والروائي كمال الزغباني فقد كتب محتجا ومتهكما وساخرا ليردّ على المزغني: " تهجّم المتشاعر النوفمبري على الصديق كمال الرياحي متّهما إيّاه بأمرين : كون البيت لا ينشط منذ الندوة الافتتاحيّة، وكون وظيفته صارت مقتصرة على تشغيل بعض "العاطلين". بالنسبة للتهمة السخيفة الأولى، يشتغل كمال الرياحي وفريق "العاطلين" ليل نهار لإنجاز برامج وأنشطة على كلّ الأمداء يتشاورون فيها دوريّا مع فريق موسّع من الروائيين والنقّاد (لعلّ أهمّها بالنسبة للموسم الثقافي الحالي الندوة الدولية الكبرى حول دون كيخوته، رمز البيت) وهي برامج تعرّف بها صفحة بيت الرواية يوميّا. أمّا بالنسبة للتهمة الثانية فهي على درجة من السفالة والانحطاط تشعرك بالتقزّز. فتوفير موارد رزق لطاقات شابّة ذات مستوى معرفي وإبداعي عال هو شرف للبيت ومديره وليس نقيصة".

انّ ما قدّمه هؤلاء الكتّاب والشعراء والروائيون والمسرحيون والمهتمون بالشأن الثقافي من شهادات واعترافات بما أنجزه بيت الرواية، يعكس وعيا نقديا بنّاء، كما يكذّب ويقوّض جلّ الافتراءات وحملات التشويه التي طالت بيت الرواية ومديره كمال الرياحي. ونحن في بيت الرواية نعيد ونكرر أن البيت هو بيت جميع المثقفين والروائيين ومفتوح لكافة المثقفين، ويسعى دائما إلى تقديم برامج ولقاءات ومشاريع ثقافية تعبّر عن هموم عصرنا الذي نعيش، كما سنواصل العمل بثبات على انجاح البيت واشعاعه.

شكرا لأصحاب المواقف الصادقة

مرحبا بكلّ نقد بنّاء.